العمل مع الناس صعب …..ولكن ليس مستحيلا
الذي لا يستطيع إدارة نفسه لا يستطيع ادارة الآخرين
لابد أن شخصا ما قد امن بك على الأقل بنفس قدر إيمانك بنفسك
لذلك اطمئن فأنت لن تصل إلى ما أنت فيه اليوم عن طريق الصدفة
خطوة واحدة من مائة شخص افضل من مائة خطوة من شخص واحد
يجب عليك ان تفكر في الامور الكبيرة اثناء عمل الاشياء الصغيرة وبذلك
تمضى كل الأشياء الصغيرة في مسارها الصحيح
الاستاذ الدكتور كريم فخري هلال السراراتي دكتوراه الادارة التربوية
أساليب القيادة الإدارية :
قبل أن نتحدث عن انماط القيادة الادارية لابد ان نميز بين مفهومي (المدير) و(القائد)
ويقصد بالمدير (هو الشخص الذي يؤدي الوظائف الادارية مثل التخطيط ، والتنظيم ،والتوجيه والرقابة ويشغل مكانا رسميا في المنظمة )
اما القائد (هو اي فرد يملك القدرة على التاثير في الاخرين بهدف تحقيق بعض الاهداف المشتركة ) . والإدارة بالنسبة لرجل الإدارة التربوية تعنى بما يتعلق بالجوانب التنفيذية التي توفر الظروف المناسبة والإمكانات المادية والبشرية اللازمة للعملية التربوية أما القيادة فانها تتعلق بما هو أكبر من هذا وتتطلب ممن يقوم بدورها أن يبدع ويبتكر ويخطط ويتصور ليستطيع خلال ذلك ان يدرك الأهداف والاستراتيجيات المستقبلية لمؤسسته، هذا بالإضافة الى ما يتعلق بالقيام بالجوانب التنفيذية ( العمايرة : 78:1999 ) ،
ذكر وليام جلاسر ( William glasser )أهم الفروق بين المدير والقائد في كتابه( إدارة المدرسة الحديثة ) منها :-
– المدير يوجه. أما القائد فيقود .
– المدير يستند الى السلطة .أما القائد فيستند الى التعاون.
– المدير يقول ” انا ” . أما القائد فيقول ” نحن ” .
– المدير يشيع جوا من الخوف .أما القائد فيشيع جوا من الثقة.
– المدير يعرف الطريقة. أما القائد فيبين الطريقة.
– المدير يشيع جوا من التذمر .أما القائد فيشيع جوا من الحماس.
– المدير يحدد الشخص الملوم. أما القائد فيحدد الأخطاء.
– المدير يجعل العمل شاقا. أما القائد فيجعل العمل ممتعا. ( وليام جلاسر:7:2000 )
وهنا يمكن القول أن مفهوم القيادة يبدو في جوهره أوسع من مفهوم الإدارة، وان السلوك القيادي أوسع واشمل من السلوك الإداري.
وبالتالي فان كل إداري لا يعد قائدا الا اذا توافرت فيه صفات القائد الإداري كما أكدتها الكثير من الأبحاث والدراسات التي أجريت حول القيادة وذكر
( Musaazi ) بعضاً من صفات القائد الإداري في الآتي :
– القائد يتصرف على وفق أنماط سلوكية تجعله يتميز عن الآخرين.
– القائد يمتاز بأن لديه أهدافا ورؤى واضحة لما يمكن إنجازه، فيمده ذلك الشعور بالالهام اللازم لتحقيق النجاح.
– القائد يتجنب العشوائية في خطواته، ويملك قدرا من الثقة حيث يبدو له جليا أن الإخفاق يكاد يكون مستحيلا.
– القائد محبوب من الجميع ويقدر الزمالة وحب الصداقة.
– القائد مخلص ومتفانٍ في سبيل إنجاز الأعمال والوصول بالجماعة إلى الأهداف
القائد يعرف ماذا يعمل وماذا يتوقع الآخرون منه، ويستطيع أن يجعل أتباعه يرون طريقته بوضوح (Musaazi: 1982: 56-57)
مصادر قوة القيادة
تتضمن عملية القيادة القدرة في التأثير على الآخرين للعمل على تحقيق أهداف معينة, وحتى يتمكن الشخص من القيام بعملية التأثير على الآخرين يجب أن يتمتع بقوة أو سلطة معينة تميزه عن غيره من الإفراد ويمكن تصنيف مصادر قوة القيادة على النحو الآتي:
أ. القوة الرسمية, ومن مظاهرها:
1. قوة المكافأة: وهذه القوة مصدرها توقعات الفرد من إن قيامه بعمله بالوجه المطلوب وإطاعته لرئيسه سيعود عليه بمكافأة مادية أو معنوية من قبل الرئيس.
2. قوة الخوف: وهي متصلة بتوقعات الفرد من إن قصوره في تأدية وجباته أو عدم إطاعته لرئيسه سيترتب عليه نوع من العقاب المادي أو المعنوي.
3. السلطة القانونية: إن مصدر هذه القوة المركز الرسمي الذي يحتله الفرد في التنظيم الإداري.
ب. قوة التأثير, وهي مرتبطة بالشخص نفسه وليس بالمنصب من مظاهرها:
1. القوة الفنية (التخصص): مصدر هذه القوة, الخبرة أو المهارة أو المعرفة التي يمتلكها الفرد ويتميز الفرد بها من غيره من الإفراد.
2. قوة الإعجاب: يحصل علها الفرد عادة نتيجة إعجاب تابعيه ببعض صفاته الشخصية (عطوي, 2008: 72).
والسؤال هنا هل من الممكن ان يكون الشخص مديرا وقائدا في الوقت نفسه ؟
والجواب هو ليس بالضرورة ان تجمع الادارة والقيادة في الوقت نفسه فالمدير هو مدير بالفعل نظرا (للمكانة الرسمية التي يشغلها كونه سلطة مفروضة من الخارج غير معتمدة على اختيار الجماعة ويعمل فيها الافراد رهبة من العقاب ) .اما كون المدير هو ايضا قائد فهذا يتوقف على قدرته على تشجيع وقيادة العاملين معه الى السعي وراء تحقيق الاهداف التنظيمية ،وهذا ما لا تمنحه الوظيفة بالضرورة في البناء التنظيمي كون القيادة (نابعة من الجماعة ويشعر اعضائها بالحاجة اليها وتؤمن بأهداف الجماعة وتشعر بمشاعرها وتستمد سلطتها منها ).
{ليس كل مدير قائد ولكن كل قائد مدير }
إن نجاح إدارة أي منظمة في المهام والواجبات الملقاة على عاتقها متوقف على عدة اعتبارات منها نمط الادارة او اسلوب الادارة السائد فيها فقد يغلب على بعض الادارات النمط الاوتوقراطي التسلطي (الدكتاتوري ) او النمط الدبلوماسي (الانتهازي ) او النمط الترسلي (الفوضوي المتساهل السائب ) او قد يكون ذلك النمط ديمقراطيا وقد تجمع بعض الإدارات بين نمطين او اكثر في وقت واحد وفيما ياتي وصفا لكل نمط إداري .
أولا/ الإدارة الدكتاتورية (التسلطية ، الأوتوقراطية ، الاستبدادية ،الانفرادية ):-
يتميز هذا النمط من الادارة بالاستبداد والتعصب في الراي والهيمنة على جميع الادوار والعمليات الادارية، ويستخدم الباب المغلق في تعامله مع العاملين ومع الاخرين ،وعدم تفويض السلطة واعتبار ذلك نقصا في الكفاءة الادارية ويتبع اسلوبا ينزع الى السيطرة على العاملين معه ويكون غامضا في تعليماته واوامره .ويتصف المدير بالتسلط والإكراه في تسيير الأمور وشئون العمل عن طريق القرارات المركزية ،ويرى إن من حقه التحكم في إتباعه كيفما يشاء فهو يرفض أن يفوض سلطة اتخاذ القرار لمرؤوسيه، فضلا عن كونه يتدخل في تفصيلات وجزئيات العمل فهو يتدخل في كل الأمور الصغيرة منها والكبيرة، يفرض عليهم ما يكلفون به من أعمال فكلمته هي القانون يأمر ويطاع دون مناقشة ، لا يعترف بالخطأ ولا يتحمل المسؤولية ونتائجها، وبذلك يكون المدير هو الذي يجعل المرؤوسين يتصرفون وفقا لرغبته دون أن يشاركهم في صنع القرار مستخدما أسلوب التخويف والعقاب وفرض توجيهاته من خلال سلطته المنوطة ،(إن الأسلوب الدكتاتوري يكون صالحا لإدارة المنظمات التي تعاني من الفشل والفساد الإداري والمالي إذ يستخدم لفترة قصيرة كعلاج ) ولا يصلح لإدارة المنظمة على المدى الطويل ويستبدل بأساليب أخرى بعد القضاء على السلوكيات الغير مرغوبة وبعد ذلك يعقد المدير مع مرؤوسيه اجتماعا موسعا يشخص فيه نواحي الضعف والخلل ويذكر الايجابيات في العمل ،ويعمل على رسم سياسة إدارية تهتم بالمرؤوسين والعمل من خلال استخدام الحوافز .
1/ يكون المدير منعزلا عن المجموعة لا تربطه علاقات انسانية معهم .
2/ يلتزم بحرفية الاجراءات ولا يحيد عنها .
3/ يحاول بعض افراد المجموعة التقرب الى المدير على اكتاف الاخرين .
4/ تكثر المشاحنات والتكتلات بين افراد المجموعة .
5/ تقل الاقتراحات البناءة .
6/ تفكك افراد المجموعة والعمل في جو يسوده الخوف والقلق والرهبة .
7/ اشاعة الكراهية بين افراد المجموعة .
8/ لايصدر الاوامر مطبوعة ولايوزعها على مرؤوسيه .
9/ لا يعطي كثيرا من الحرية في العمل ويتدخل في عملهم عن قرب .
ثانيا/ الادارة الديمقراطية:-
الديمقراطية بمعناها السياسي تعني حكم الشعب لنفسه بنفسه ، اما بمعناها الاجتماعي فهي تعني نظام حياة وأسلوب عمل لذلك فهي ليس شعارا يرفع وانما تعد طريقة او اسلوبا للحياة يقوم على احترام كرامة الفرد وجعله قيمة عليا و يعتمد نجاحها على اشتراك جميع العاملين في اتخاذ القرارات وان الراي النهائي تحدده الاغلبية ومن مزاياها انها
1/ تعتمد على العلاقات الانسانية باعتبارالانسان اعلى قيمة .
2/ اشتراك العاملين عند بحث المشكلات واتخاذ القرارات .
3/ تكون علاقات المدير مع العاملين معه جيدة حتى يشعر الاخرين انه واحد منهم .
4/ لايحاول احد افراد المجموعة التقرب الى المدير على اكتاف الاخرين .
5/ تعاون افراد المجموعة فيما بينهم واحترام بعضهم البعض .
6/ يقل النقد بين افراد المجموعة .
7/ تكثر الاقتراحات البناءة التي تجد طريقها للمناقشة والتطبيق .
8/ يناقش افراد المجموعة راي المدير في جو من الحرية والشعور بالامن والطمانينة والثقة بالنفس
9/ وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ومراعاة الرغبة والقدرة عند اسناد المهام الى الاشخاص .
10/ العدالة في توزيع العمل وتجنب التحيز .
ثالثا /الإدارة الفوضوية (الترسلية، المتساهلة، المتسيبة ):-
يتميز هذا النوع من الادارة بالمغالاة في اعطاء الحرية للعاملين معه، ويعد من أسوا الأنواع من حيث ناتج العمل فتحقيق اهداف المنظمة مسالة متروكة للحظ فقط،يعتقد إن المرؤوسين يقودون أنفسهم ،وبذلك يكون المدير ضعيف الشخصية ،مما يؤدي إلى عدم احترامه من قبل العاملين معه لكونه غير قادر على ممارسة مهامه التخطيطية والتنظيمية والتوجيهية والتقويمية ،فضلا عن كونه يفتقد مقومات القيادة الفعالة نظرا لتخليه عن المسؤولية في اتخاذ القرارات ، وليس لديه سياسات محددة أو إجراءات فحسب بل لأتكون هناك أهداف إمام العاملين معه كي يعملون للوصول إليها وتحقيقها .
1/ ينعدم الدور القيادي ويتمركز الدور في المجموعة .
2/ العمل غير منظم وكل فرد من افراد المجموعة يعمل بحرية مطلقة من غير رقابة او توجيه .
3/ ليس هنالك هدف محدد او خطة واضحة .
4/ المدير لايتدخل في تنظيم مجرى الامور ولايحاول التوجيه او ابداء الراي الا اذا طلب منه ذلك .
5/ شخصية المدير مهزوزة وغير متزنة ويعتمد اعتمادا كليا على الاخرين .
6/ غير قادر على اتخاذ القرارات وتطبيق اللوائح والقوانين (ويتصف بالتذبذب الدائم في اتخاذ القرارات) .
7/ التهور في تقديم المقترحات .
8/ التبرم في تحمل المسؤولية .
9 /عدم الاهتمام بالمواظبة في الحضور للعمل مما يسبب نوع من التسيب والفوضى داخل المنظمة التي يرأسها .
10/غير قادر على توجيه العاملين .
رابعا / الإدارة الدبلوماسية :-
يعتمد هذا النمط من الادارة على ممارسة اسلوب يتسم بالدبلوماسية ويتميز المدير الدبلوماسي بشخصية جذابة تدعو الى احترامه وتقديرية من قبل الاخرين ويهتم بصورة خاصة بمظهره الخارجي وطريقة لباسه واسلوب كلامه بالنسبة لكل من يتعامل معه دون ان يفرق بين احد واخر مهما كانت شقة الخلاف الفكري بينه وبينهم لانه لا يظهر لهم سلوكا غير مقبول اثناء التعامل معهم ، نراه يحاول احيانا اتخاذ بعض المواقف والقرارات غير الديمقراطية ولكن باسلوب لبق ينم من ذكاء وتدبر ويوحي الى الاخرين بانه اسلوب ديمقراطي وهنالك مميزات اخرى لهذا النمط منها
1/ يسعى جاهدا الى استمالة من يخالفونه في الراى وبالاخص ذو النفوذ كسبا لموافقتهم .
2/ يستخدم وسائل الاغراء والوعود البراقة الكاذبة .
3/ يظهر علاقات حسنة مع جميع العاملين معه .
4/ يغتنم كل فرصة للتفاخر بحسن علاقاته مع الاخرين .
5/ يحاول ان ينفذ بعض اراءه الفردية في حل بعض المشكلات او الموضوعات عن طريق توجيه العاملين ناسلوب مهذب فيتصل بذوي القابلية والنفوذ منهم ويناقشهم في هذه الاراء قبل الاجتماع ويحاول اقناعهم بها وكسبهم الى جانبه وتبني افكاره على انها اراءهم وافكارهم وهكذا فانه يستطيع بهذا الاسلوب من التعامل واللباقة الشخصية ان يمرر اراءه ومقترحاته بطريقة دبلوماسية توحي الى الاخرين بانها ليست اراء فردية وانما اراء الجماعة .
6/ يعمل على تاجيل المناقشة او استبعادها في حالة الشعور بوجود معارضة من قبل الاخرين فيحاول التخلص منها عن دائرة المناقشات باحالتها الى لجنة او لجان لاجل دراستها وتقديم التوصيات بشانها ليوحي الى الاخرين في هذا التصرف بانه لايريد البت فيها بصورة انفرادية او غير ديمقراطية وانما يفضل ان تبحث عن هذه القضايا بحثا مستقلا ومستفيضا من قبل اللجان قبل اتخاذ قرار نهائي بشانها .
7/ يتميز المدير الدبلوماسي بالظهور على مسرح الاحداث في جميع المواقف التي يتبين نجاح الدائرة فيها ويسند جميع هذه النجاحات اليه .
8/ يتوارى ويحتجب عن الظهور في حالة وقوع خلل اوفشل من العمل وينسب ذلك الى العاملين معه
من خلال استعراض هذه الانماط الادارية فان من الصعب جدا ان نجد ادارة واحدة منها نقية في كل صفاتها وخصائصها وانما تتداخل هذه الادارات مع بعضها تداخلا يتفاوت في الدرجة والمستوى فقد يجمع مديرا ما في سلوكه الاداري بعض الخصائص الديمقراطية والصفات الدكتاتورية تبعا للظروف او الحالات التي تجابهه او بالنسبة لطبيعة العاملين معه .
المصدر: جامعة بابل