مقالات

أبعاد التحولات نحو إدارة المشاريع في القطاعات الحكومية

بقلم: الجوهرة بنت إبراهيم الجطيلي

ظهر علم إدارة المشاريع كعلم له مناهجه وقواعده وأسسه كأحد علوم الإدارة في العام 1832 م عندما قدم العالم الإنجليزي شارلز بابيج في كتابه “اقتصاديات الآلات وأصحاب المصانع ”

ثم تعاقب علماء الإدارة في إثراء هذا العلم من خلال مقالاتهم ودراساتهم وبحوثهم وتركيزهم على إدارة المشاريع كعلم إداري مستقل.

كان ل فريدريك تايلر وهنري فايول أحد أشهر علماء الإدارة دور كبير في تطوير ما يسمى بإدارة المشاريع.

وعنما نقول إدارة المشاريع فإننا نعني العلم الذي يختص بإدارة كافة الموارد المتاحة داخل القطاع سواء كانت موارد ماليه أو بشرية أو تقنية.

وتتم عملية الإدارة هذه من خلال عدد من العناصر أو المحددات الرئيسية وهي:

–  تحديد الوقت ووضع الخطط الزمنية والتقيد بتنفيذ المشاريع وفق جداولها الزمنية

– احتساب التكلفة المالية بدقة وتوزيع الموارد المالية بناء على احتياجات المشاريع دون زيادة أو نقص

– قياس مستوى الجودة وتقديم نتائج ومخرجات المشاريع بجودة عالية وكفاءة متميزة

– الاستفادة القصوى من الموارد البشرية ورفع مستوى أدائهم وتطويع الكفاءات لخدمة أهداف المشاريع

– تحديد مهام ومسئوليات ونطاق عمل كل مشروع ووضع هذه المهام في خطط تفصيلية

– أهداف المشاريع حيث تعكس أهداف كل مشروع درجة أهميته ومستوى تنفيذه

– فريق المشروع وتحديد كافة الأشخاص ذوي الكفاءة الذين يشكلون فريق العمل الأساسي للمشروع منذ بدئه وحتى انتهائه

– تقسيم خطة عمل المشروع الى عدد من المراحل أولها مرحلة التأسيس وفيها يقوم فريق المشروع بوضع الرؤى والأفكار والتطلعات العامة للمشروع، تليها مرحلة التخطيط لسير المشروع وآليات ومتطلبات التنفيذ، ثم الانتقال لمرحلة التنفيذ وتطبيق المشروع على أرض الواقع والانطلاق في العمل

بشكل فاعل ودقيق، وتكون المرحلة قبل الأخيرة هي عملية تقييم المشروع ومراقبة عملية التنفيذ بينما تكون المرحلة الأخيرة هي عملية انهاء المشروع وإقفاله بشكل نهائي .

واليوم والقطاعات الحكومية والخاصة في المملكة وضمن رؤية المملكة 2030 تسعى لتطوير وتفعيل دور إدارات المشاريع ، وإسناد المهام الجوهرية لها ، لأنها تعد عصب كل قطاع ، وقاعدة كل إنطلاق .

ولكن ما يجعل هذه الإدارات قاصرة عن تحقيق النجاح المأمول هو عدم إسناد العمل لمتخصصين في إدارة المشاريع ، وعدم البحث عن ذوي الخبرات في هذا المجال ، ومن يملكون القدرات العملية والمعرفة العلمية التخصصية ، مما يجعل العمل من خلال غير المتخصصين يتم إما بطريقة الصواب والخطأ أو بطرق تقليدية أو باستنساخ نظام عمل الإدارة من قطاعات أخرى .

إن وجود إدارة احترافية في مجال إدارة المشاريع، أيا كانت هذه المشاريع تقنية أو إدارية أو انشائية أو استشارية هو محور النجاح للإدارة وللمشاريع .

إغلاق