تمر المنظمات بعدد من الأزمات أثناء تاريخها، ويتساءل الكثيرين ماهي الأزمة؟
تشير أدبيات الإدارة الى أن الأزمة هي كل تهديد قد يُلحق الأذى بالأشخاص أو الممتلكات، أو يؤدّي إلى تعطيل أو تأخير أو التأثير السلبي على سير العمل.
ذلك أن كُل منظمة هي عُرضة للأزمات وقد تتعرض لها في أي وقت ولأي سبب، مما قد يهز مكانتها أو يضر باسمها وسُمعتها، ويعرضها للمنافسات الخطرة ، والتراجع أو الخروج من السوق نهائيا أو انخفاض مستوى الخدمات .
ويواجه القائد سلسلة متتالية ومفاجئة من الأزمات والمشكلات والعقبات التي تحدث إما بسبب سوء التخطيط أو بسبب انخفاض التوقعات أو بسبب سوق المنافسة، وبالتالي يجد القائد نفسه حائرا أمام الاجراء الذي يجب عليه أن يفعله لمواجهة الأزمات، ويصبح التعامل مع الأزمة هو أزمة أخرى.
ولم يكن مفهوم إدارة الأزمات موجودا بصيغته العلمية من قبل، ولكن علماء وباحثي الإدارة اهتموا بدراسة هذا المفهوم، من خلال دراسة أسباب ومبررات حدوث الازمات ، واحتماليات حدوثها في الوضع الراهن وفي المُستقبل والتي بلا شك ستؤثر على العمل.
ولم يكن اكتشاف أو تحليل الأزمة هو نهاية المطاف، بل حدد علماء الإدارة آلية وضع خُطّة لمُعالجة هذه الازمات بشكل مميز وناجح ويضمن تقليل الأثر السلبي لهذه الأزمة .
حيث تعتبر خطة إدارة الازمات أداة علاج، وبرنامج عمل دقيق، وخطوات معالجة، وجداول بيانات ومعلومات تسرع عملية الحل والمعالجة.
مع الاحتفاظ برصيد عالي من النماذج التي توثق طبيعة كل أزمة ومسبباتها وآلية حلها ومدى استجابتها للحلول، لتكون مرجعا واسعا لكل أزمة أو أزمة مماثلة.
ويتساءل القادة ماهي تلك الأمور التي يمكن تصنيفها كأزمات، حينها نقول بأن حدوث الكوارث الطبيعية من أمطار أو فيضانات أو زلازل هي أزمة، ووجود سرقات أو تخريب أو اتلاف لأي من ممتلكات المنظمة أو مبانيها هو أزمة.
كما تصنف الحرائق وانقطاع التيارات الكهربائية والمائية والاختراقات التقنية لأنظمة وبرامج الاتصالات.
وتعتبر الأوبئة وانتشار الأمراض والعدوى بين الموظفين او في البيئة المحيطة بالمنظمة أزمة لأن غياب الموظفين عن عملهم بسبب انخفاض المستوى الصحي يعيق الكثير من اهداف المنظمات.