أخبارالادارةالقيادة والقائدمقالاتوظائف الادارة
وظيفة المستشار
خالد العماري
كان الطيران السويسري SwissAir من أفضل شركات الطيران في أوروبا والعالم، فكان لقبه “البنك الطائر” نظراً للاستقرار المالي للشركة، وانضباط مواعيد الرحلات، ومستوى الرفاهية الذي يحصل عليه المسافرون على متنها. وفي بداية التسعينيات اعترت إدارة الشركة رغبة جامحة بالتوسع عالمياً؛ فتعاقدت مع مؤسسة ماكينزي – أكبر مؤسسة استشارية في العالم – التي وضعت إستراتيجية لشركة الطيران سُميت بإستراتيجية الصياد Hunter Strategy. سارت الشركة على الخطة التي رسمها لها المستشارون بحذافيرها، فأعادوا هيكلة الشركة، واستحوذت على عدة شركات طيران مغمورة، متأملين تضخيم إيرادات. كان الكثير من المديرين غير واثقين من جدوى هذه الإستراتيجية لما بها من مخاطر مالية كبيرة، ولكن ساورهم الشك بأن آراءهم لا يمكن أن تكون أفضل من أكبر وأهم مركز استشارات في العالم؛ فآثروا عدم التصريح بآرائهم والمضي قُدُماً في تنفيذ الخطة كما هي. فما كان إلا أن حققت الشركة خسائر فادحة، ولم تستطع الإيفاء بتعهداتها المالية، فأوقفت جميع رحلاتها حول العالم في الثاني من أكتوبر من عام 2001، ثم أعلنت إفلاسها، معلنة بذلك نهاية مسيرة الشركة التي استمرت لأكثر من 70 عاماً.
عندما تطلب إستشارة أحد الخبراء أو أحد بيوت الخبرة، فإن ذلك قد يوسع مداركك ويعدد خياراتك وينير طريقك، ولكن عليك أن تتذكر أن المستشار لا يتعايش مع المشاكل اليومية التي تواجهها، ولايستشعر العقبات التي تراها. فيبقى رأيك وآراء العاملين معك هي الفيصل في القرارات. فعليك أن تتعامل مع اقتراحاتهم على أنها مجرد اقتراحات، وأنت من تقرر ما إذا كنت ستأخذ به كما هو، أو ستطوره، أو ستضعه جانباً، ففي النهاية أنت من سيجني ثمار هذه القرارات، أو سيتحمل عواقبها، بينما سيخرج المستشار وقد حصل على أتعابه كاملة.
المصدر : الشرق