مقالات

مهارات الإداريين بين الاكتساب والفقد

بقلم: الجوهرة بنت إبراهيم الجطيلي

تواجه المنظمات في العصر الراهن العديد من التحديات والصعوبات، ويشكل المديرون أحد أهم العناصر المؤثرة في إدارة هذه المنظمات والتعامل مع مثل هذه التحديات من أجل الوصول بها إلى تحقيق أهدافها بفعالية وكفاءة.  وما من شك فقد كشف الفكر الإداري والممارسة العملية أن نجاح المنظمات أو فشلها مرهون بدرجة كبيرة بمدى تمتع المديرين بالمهارات الإدارية المناسبة لطبيعة الأدوار التي يقومون بها في مختلف المواقع والمستويات التنظيمية.  ولعل أهمية دور هؤلاء المديرين ومدى تمتعهم بالمهارات الإدارية المناسبة تتعاظم في القطاع الحكومي بسبب طبيعة هذا القطاع وحجم التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها. (مهارات المديرين الإدارية في الأجهزة الحكومية بين الممارسة والتمكن: (دراسة ميدانية) منصور بن متعب بن عبد العزيز وأحمد بن سالم العامري 1424)

يواجه الكثير من المدراء معضلة نقص المهارات أثناء أداء مهامهم الأساسية ووظائفهم الحتمية

ويحاول أغلبهم اكتساب هذه المهارات مع تقدم مستوى الخبرة، وتصاعد تدرجهم الوظيفي
وقد تنجح هذه المحاولات أو تفشل
فإذا نجح أصبح مديرا متميزا عالي التأهيل، متعدد المهارات
أما إذا فشل فسيصبح مديرا ضعيف المهارات متدني الأداء
وبناء عليه فإن كل مدير هو بحاجة ماسه لتوافر العديد من المهارات والقدرات الأساسية التي تتضاعف بحسب التقدم الوظيفي ومستوى ونوع التأهيل

وقد يتساءل الباحثين والمهتمين والممارسين عن أهم المهارات الإدارية الواجب توافرُها في الكادر الإداري سواء في القطاع العام أو الخاص
ولعل أهم وأول المهارات، هي المهارات الإنسانيّة (Human skills) أو ما يسمى بمهارة التواصل الإنساني: حيث تركز هذه المهارات على مهارات التواصل مع الاخرين، وأدب الحوار والقدرة على النقاش، كما تتعلق بالجوانب الشخصية مثل الذكاء والثقة بالنفس والقدرة على التعايش مع الاخرين، والانسجام مع فرق العمل، والتفاعل البناء خلال الاجتماعات وورش العمل، وإظهار السلوكيات الأخلاقية، وإشاعة روح الحماس، إضافة الى حب العمل والولاء له وللمنظمة بشكل عام..

المهارات الفكريّة (Intellectual skills) أو القدرات الذهنية: وتعد هذه المهارات الأصعب من حيث التأهيل، حيث تتطلب أرضية فكرية خصبة يتم من خلالها تطوير وتأهيل المهارات الفكرية التي من أبرز عناصرها الذكاء، القدرة على الابداع، سعة الخيال، التجاوب مع التغيير، حل المشكلات، القدرة على التخطيط، الجرأة في اتخاذ القرار..
المهارات التقنيّة (Technical skills): تعتبر هذه المهارة من أهم المهارات العصرية والتي أحدثت ثورة في مجال المهارات الإدارية، وتتمثّل هذه المهارة في القدرة على اكتساب مهارات العصر من علوم الحاسب ومجالات التقنية والمحاسبة والتسويق والبرمجة وغيرها، حيثُ تُكتسب هذه المهارات من خلال الدورات التدريبية والشهادات الاحترافية والعمل الجاد على تطوير هذه المهارات والتدرب المستمر عليها لأنها متجدده على الدوام.
المهارات التشخيصية (Diagnostic skills): وتعتبر من المهارات المتقدمة، بمعنى أن وصول المدير لهذه المهارة تعني أنه وصل الى مرحلة مميزة من التأهيل العالي، وتتبلور المهارة التشخيصية في تشخيص المشكلات وتحليل المواقف، واكتشاف الخلل، وترجمة العقبات التي تواجه المنظمة، والقدرة على الوصول الى المشكلة الحقيقية أو لب المعضلة، وربطها بالمسببات واستقراء النتائج، وبالتالي القدرة على اقتراح وتفعيل الحل الأمثل وضمان فاعليته..

وأخيرا المهارات التحليلية (Analytical skills): وهي المهارة التي تركز على تحليل كل موقف، و تحديد العناصر الرئيسية له، والقدرة على حصر الأطراف المحيطة به ، ومن ثم العمل على ربط العناصر والاحداث والمتغيّرات مع بعضها البعض ، والتعامل معها بنظرة شمولية ، من أجل التوصّل إلى نتائج واضحة وصحيحة ودقيقة

ماهي أبرز الطرق أو الوسائل لاكتساب هذه المهارات الإدارية؟
1.    التعلم الميداني أو التعلم المباشر من خلال مزاولة العمل واكتساب المهارات عمليا
2.    الملاحظة والمتابعة وتتم من خلال ملاحظة عمل الخبراء السابقين والتعلم من خلال ملاحظة سير أدائهم
3.    الاكتساب الموقفي ويأتي من خلال اكتساب المهارة من خلال المواقف العملية والإدارية الطارئة، واكتساب المهارة من خلال المعالجة الموقفية
4.    حضور الدورات التدريبة المتخصصة في مجال المهارات، والاستزادة من الكم العلمي والمعرفي في هذا المجال.
5.    الاكتساب الذاتي من خلال التركيز على الجانب المهاري الناقص لدى الشخص ومن ثم محاولة اكتسابه بجهد شخصي ممارسة وعلما واطلاعا واكتسابا..

إغلاق