لماذا يختص كل شخص بعمل محدد ؟
لماذا يبدع أحدهم في عمل معين ؟ ويفشل في غيره !
لماذا يقوم كل فرد بأداء مهارات دون غيرها ؟
إن هذا هو ما يسمى بمفهوم التخصص
بمعنى أن يتخصص كل إنسان بالقيام بعملٍ محدد، ومهارات معينة، وقدرات خاصة .
نشأ مفهوم التخصص بداية في المجال المهني ، ثم عبر المدارس الإدارية، وقد تعدى حدود المهنة الى التخصصات الأكاديمية والعلمية والبحثية.
يقال عن الشخص في اللغة العربيّة أن فلان تخصّص بالشيء أي أنه أصبح ذو نطاق عمل وعلم مقتصر عليه
واختص به دون غيره بالعمل والمهارة والخبرة والأداء، اما في الإطار العلمي فإن التخصص يستند على الالتزام بمهام محددة، والمعرفة والاطلاع على علوم معينة ، وتقديم السلع والخدمات وفقا لهذا التخصص .
لماذا ظهر مفهوم التخصص ؟
هناك عدة أسباب ومحددات لظهوره:
أولا : من الصعب على أي إنسان أن يجمع بين عدة مهارات أو عدة مهام أو عدة علوم في آن معا ، وبالتأكيد فإن أحدها سيؤثر على الآخر ، وستتفاوت درجة الإتقان.
ثانيا : يتأثر الإنسان بأي تشتت في المهارات والمهام مما يؤثر على مستوى أدائه و مستوى طاقته في العمل أو قدرته على الإنجاز .
ثالثا : يتيح التخصص للفرد الحصول على مميزات أعلى في مجال تخصصه من خلال التركيز على هذا المجال ومهاراته وعلومه وكافة الأبحاث والدراسات المتعلقة فيه .
رابعا : سيحصل المتخصص على ميزات أعلى في العمل وعلى تقدم مدروس وعلى مهارات عالية وعلى خبرة تتقدم وتتراكم كلما تقدمت المهارات .
خامسا : لكل فرد قدرات ومهارات تبين مدى استعداده الذهني والجسدي والنفسي للنجاح في تخصصات دون أخرى.
سادسا : سوق العمل المعاصر يبحث عن الفرد المتخصص في مجال معين ولديه المعرفة والقدرة على تطوير مجال تخصصه.
سابعا : زيادة النمو الاقتصادي العالمي دفعت بأرباب العمل الى البحث عن متخصصين لديهم الكفاءة العالية والقدرة على التحكم والإبداع والتطوير في مجال تخصصهم إضافة إلى تصحيح الأخطاء وتذليل العقبات.
ثامنا : قدرة أصحاب العمل على توزيع العمل على الأفراد وفق التخصص وبالتالي رفع مستوى الاتقان، وتقليل الهدر في الجهد والوقت والتكلفة في حال أسند العمل الى شخص غير متخصص .
تاسعا : كلما أبحر المتخصص في مجال تخصصه وتعمق فيه كان أكثر قدرة على التركيز والبحث والقراءة والاطلاع على مجال تخصصه ، وبالتالي التحكم في أي مفاجأت قد تظهر وأي ثغرات قد تحدث، وبالتالي التوصل الى أساليب جديدة تثري مجال التخصص .
عاشرا : ظهور التخصصات المهنية والعلمية والعملية جعلت القطاعات الحكومية والخاصة تحدد أهدافها ومجالات أعمالها وقدراتها الإنتاجية وخططها الاستراتيجية .
حادي عشر : مكن التخصص الكثير من القطاعات على دخول المنافسات الشرسة في سوق الأعمال وتحقيق ميزات تنافسية عالية بفضل تخصصها في مجال محدد مثل الشركات الطبية – الصناعية – الصناعات البترولية وغيرها.
ثاني عشر : وجود أشخاص على درجة عالية من التخصص جعل القطاعات الحكومية أو الخاصة تبرع في إيجاد حلول عاجلة وفعالة في حل كل المعضلات التي هددت بقائها في السوق . حيث ساهم هؤلاء من خلال تخصصهم على خلق حلول استثنائية .